سورة الواقعة - تفسير تفسير البغوي

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
تفسير السورة  
الصفحة الرئيسية > القرآن الكريم > تفسير السورة   (الواقعة)


        


{يَطُوفُ عَلَيْهِمْ} للخدمة {وِلْدَان} غلمان {مُخَلَّدُونَ} لا يموتون ولا يهرمون ولا يتغيرون. وقال الفراء: تقول العرب لمن كبر ولم يشمط: إنه مخلد.
قال ابن كيسان: يعني ولدانا لا يحولون من حالة إلى حالة.
قال سعيد بن جبير: مقرَّطون، يقال: خلد جاريته إذا حلاها بالخَلَد، وهو القُرْط.
قال الحسن: هم أولاد أهل الدنيا لم تكن لهم حسنات فيثابوا عليها ولا سيئات فيعاقبوا عليها لأن الجنة لا ولادة فيها فهم خدام أهل الجنة. {بِأَكْوَابٍ وَأَبَارِيقَ} فالأكواب: جمع كوب، وهي الأقداح المستديرة الأفواه، لا آذان لها ولا عرى، والأباريق وهي: ذوات الخراطيم، سميت أباريق لبريق لونها من الصفاء. {وَكَأْسٍ مِنْ مَعِينٍ} خمر جارية. {لا يصَدَّعُونَ عَنْهَا} لا تصدع رءوسهم من شربها {ولا ينزفُونَ} أي لا يسكرون هذا إذا قرئ بفتح الزاي ومن كسر فمعناه لا ينفد شرابهم. {وَفَاكِهَةٍ مِمَّا يَتَخَيَّرُونَ} يختارون ما يشتهون يقال تخيرت الشيء إذا أخذت خيره. {وَلَحْمِ طَيْرٍ مِمَّا يَشْتَهُونَ} قال ابن عباس يخطر على قلبه لحم الطير فيصير ممثلا بين يديه على ما اشتهى ويقال إنه يقع على صحفة الرجل فيأكل منه ما يشتهي ثم يطير فيذهب. {وَحُورٌ عِينٌ} قرأ أبو جعفر، وحمزة والكسائي: بكسر الراء والنون، أي: وبحورٍ عينٍ، أتبعه قوله: {بأكواب وأباريق} وفاكهة ولحم طير في الإعراب وإن اختلفا في المعنى لأن الحور لا يطاف بهن، كقول الشاعر:
إذا ما الغانيات برزن يوما *** وزججن الحواجب والعيونا
والعين لا تزجج وإنما تكحل، ومثله كثير. وقيل: معناه ويكرمون بفاكهة ولحم طير وحور عين.
وقرأ الباقون بالرفع، أي: ويطوف عليهم حور عين. وقال الأخفش رفع على معنى لهم حور عين، وجاء في تفسيره: حور عين بيض ضخام العيون.


{كَأَمْثَالِ اللُّؤْلُؤِ الْمَكْنُونِ} المخزون في الصدف لم تمسه الأيدي. ويروى: أنه يسطع نور في الجنة، قالوا: وما هذا؟ قالوا: ضوء ثغر حوراء ضحكت في وجه زوجها.
ويروى أن الحوراء إذا مشت يسمع تقديس الخلاخل من ساقيها وتمجيد الأسورة من ساعديها، وإن عقد الياقوت ليضحك من نحرها وفي رجليها نعلان من ذهب شراكهما من لؤلؤ يصران بالتسبيح. {جَزَاءَ بِمَا كَانُواْ يَعمَلُونَ}.
{لا يَسْمَعُونَ فِيهَا لَغوًا ولا تَأْثِمًا إِلا قِيلا} أي قولا {سَلامًا سَلامًا} نصبهما اتباعا لقوله: {قيلا} أي يسمعون قيلا سلامًا سلامًا. قال عطاء: يحيي بعضهم بعضا بالسلام. ثم ذكر أصحاب اليمين وعجَّب من شأنهم فقال جل ذكره: {وَأَصْحَابُ الْيَمِينِ مَا أَصْحَابُ الْيَمِينِ} {فِي سِدْرٍ مَخْضُودٍ} لا شوك فيه كأنه خُضِد شوكة، أي قطع ونزع منهُ، هذا قول ابن عباس وعكرمة.
وقال الحسن. لا يعقر الأيدي. قال ابن كيسان: هو الذي لا أذى فيه قال: وليس شيء من ثمر الجنة في غلف كما يكون في الدنيا من الباقلاء وغيره بل كلها مأكول ومشروب ومشموم ومنظور إليه. قال الضحاك ومجاهد: هو الموقر حملا.
قال سعيد بن جبير: ثمارها أعظم من القلال.
قال أبو العالية والضحاك: نظر المسلمون إلى وَج- وهو واد مخصب بالطائف- فأعجبهم سدرها وقالوا يا ليت لنا مثل هذا فأنزل الله هذه الآية.


{وَطَلْح} أي: موز، واحدتها طلحة، عن أكثر المفسرين. وقال الحسن: ليس هو بالموز ولكنه شجر له ظل بارد طيب. قال الفراءُ وأبو عبيدة: الطلح عند العرب: شجر عظام لها شوك.
وروى مجالد عن الحسن بن سعد قال: قرأ رجل عند علي رضي اللهُ عنه: {وطلح منضود} فقال: وما شأن الطلح؟ إنما هو: طلع منضود، ثم قرأ: {طلعها هضيم} قلت: يا أمير المؤمنين إنها في المصحف بالحاء أفلا تحولها؟ فقال: إن القرآن لا يهاج اليوم ولا يحول.
والمنضود المتراكم الذي قد نضد بالحمل من أوله إلى آخره، ليست هو سوق بارزة قال مسروق: أشجار الجنة من عروقها إلى أفنائها ثمر كله. {وَظِلٍّ مَمْدُودٍ} دائم لا تنسخه الشمس والعرب تقول للشيء الذي لا ينقطع: ممدود.
أخبرنا أبو علي حسان ابن سعيد المنيعي أخبرنا أبو طاهر محمد بن محمد بن محمش الزيادي أخبرنا أبو بكر محمد بن الحسين القطان، حدثنا أبو الحسن أحمد بن يوسف السلمي حدثنا عبد الرزاق أخبرنا معمر عن همام بن منبه قال: حدثنا أبو هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «في الجنة شجرة يسير الراكب في ظلها مائة عام لا يقطعها».
وروى عكرمة عن ابن عباس في قوله: {وَظِلٍّ مَمْدُودٍ} قال: شجرة في الجنة على ساق العرش يخرج إليها أهل الجنة فيتحدثون في أصلها ويشتهي بعضهم لهو الدنيا فيرسل الله عز وجل عليها ريحا من الجنة فتحرك تلك الشجرة بكل لهو في الدنيا. {وَمَاءٍ مَسْكُوبٍ} مصبوب يجري دائما في غير أخدود لا ينقطع.

1 | 2 | 3 | 4 | 5 | 6